الخوارج والشيعة
كانت نشأتها في وقت واحد، ومن منبت واحد لكن كثير من أصولهما وغاياتها تختلف. لذلك اتفقت الفرقتان في أمور، وتباينتا في أمور أخرى.
فقد اتفقت الخوارج والشيعة فيما يلي:
( الغلو:) اتفقت الفرقتان في أصل الغلو واختلفتا في صورة، فكان غلو الخوارج في تشددهم في الدين والأحكام، والبراء وشدة الموقف من المخالفين، وما استلزمه ذلك من التكفير والخروج والقتال، وكان غلو الشيعة في الأشخاص ؛ حيث غلو في علي رضي الله عنه وآل البيت، وغيرهم .[ وقد تبعهم خوارج اليوم في الغلو في الأشخاص ولو لم يوافقوهم في العقيده وإنما اكتفوا بموالاة كل من يوافقهم في الفكر السياسي وتكفير الحكام بغض النظر كما قلنا عن المخالفات التي لديه مهما كانت ؛ وبذلك فقد زادوا على خوارج الأمس بهذه السمة ].
( الجهل والحمق وقصر النظر:)
فكل من الخوارج والشيعة فيهم جهل وحمق وقصر نظر غالباً ولا أدل على جهل الخوارج من مواقفهم من الصحابة، وخروجهم على الإمام والجماعة، ولا على جهل الشيعة من غلوهم في علي رضي الله عنه مع براءته من فعلهم وتأديبه لطوائف منهم.
( قلة العلم الشرعي، وضعف الفقه في الدين:)أما الخوارج فكانت السمة الغالبة فيهم الاغترار بالعلم القليل، وليس لهم جَلَد على طلب العلم والرسوخ فيه. وأما الشيعة فلا يطلبون العلم على أهله، ولا يأخذونه عن أئمة السنة، وأغلب مصادر علمهم عن أهل الكذب والوضع، وكلا الفرقتين لا يهتم غالباً بالحديث والسنن إلا ما يوافق أهواءهم.
( مجانبة السنة والخروج على جماعة المسلمين وأئمتهم:) أما الخوارج فإنها فارقت الجماعة في الاعتقاد والعمل، وخرجت على أئمة المسلمين بالسيف.
وأما الشيعة فإنها فارقت الجماعة في الاعتقاد والعمل، وترى الخروج بالسيف لكنه مشروط عندهم بخروج مهديهم الموهوم. ومع ذلك كانوا يسارعون في الإسهام في كل فتنة تضر بالمسلمين.
( ترك العمل بالحديث وآثار السلف:) كل من الخوارج والشيعة لا يعتمدون على السنة الصحيحة أو أكثرها إلا فيما يرون أنه يعضد أهوائهم ويجانبون آثار السلف.
( فساد الاعتقاد في الصحابة:)أما خوارج [ الأمس] فيكفرون بعض الصحابة، كعلي، وعثمان، ومعاوية، وأبي موسى، وعمرو بن العاص، ـ رضي الله عنهم ـ وأصحاب الجمل وصفين أو أكثرهم، ويسبون بعض السلف ويلمزونهم . [وبالمثل خوارج اليوم يقعون في العلماء كابن باز والألباني والعثيمين وغيرهم من العلماء ، بل وصل الحد إلى التكفير كما عند جماعة التكفير والهجره ، وأصحاب هيئة النصيحة بلندن ، كما أن اللمز والإستهزاء بهم بعلماء الحيض والنفاس وبأنهم لايفقهون الواقع أو يعيشون في عصور غير عصرهم أو بالإنهزامية والمجاملة والتجسس وغير ذلك من الألفاظ ].
وأما الشيعة ( الرافضة ) فيكفرون سائر الصحابة ولا يستثنون إلا نفراً قليلا، ويسبون كل السلف أئمة الدين فضلاً عن سائر أهل السنة.
( تكفير المخالف لهم من المسلمين:) الخوارج والشيعة كلهم يكفرون المسلمين الذين يخالفونهم وإن اختلفت أصول التكفير وأسبابها عند كل فرقة.
فالخوارج كفروا بعض الصحابة بسبب التحكيم، عمله أو إقراره. وكفروا مرتكب الكبيرة من المسلمين، وكفروا كل من خالفهم ولم ينضم لمعسكرهم.على اختلاف بينهم في درجة الكفر ( كفر شرك أو كفر نعمة ).
أما الرافضة فكما كفروا سائر الصحابة وزعموا أنهم مرتدون ( إلا نفراً قليلاً لا يتجاوز السبعة عند بعضهم ) فقد كفروا سائر أئمة المسلمين وعامتهم.
*********